أعمااال الملك مهنا الهديفي
وكان الحديث عن " حصن صحار "
تنسب بعض الأخبار التاريخية بناء حصن صحار إلى عهد عمان “بن قحطان”، وبعضها تنسبه إلى عهد “مالك بن فهم الأزدي”، وتعتبر من آثاره أما بعضها الثالث، فينسب تشييده إلى “الجلندي بن المستكبر” ويقال إن الحصن كان يعرف باسم “قصبة صحار”، وفي هذا إشارة إلى أنه بني قبل الإسلام، ويمكن تأييد هذا الرأي، خاصة إذا رجعنا إلى الذاكرة التاريخية لمدينة صحار باعتبارها حاضرة مهمة على ساحل عمان من حيث كونها أحد أسواق العرب الشهيرة في الجاهلية.
وكذلك إذا تدبرنا موقعها بالنسبة للامبراطورية الفارسية من قبل، فضلاً عن أن “عبداً، وجيفرا” ابني الجلندي، كانا يجعلان منها مركزاً للحكم، وبالتالي لا بد من وجود رمز بنائي يتمثل في هذا الحصن الذي قيل إنهما استقبلا فيه عمرو بن العاص، مبعوث الرسول صلى الله عليه وسلم عام 9ه.
ويرى آخرون أن الإمام “الوارث بن كعب الخروصي” بناه على أنقاض حصن قديم عام 179ه/750م، الأمر الذي يساند الرأي السابق. وتدل الاكتشافات الأثرية على وجود حضارة مزدهرة في المنطقة، وذكر المؤرخ الهمداني حصن غراب في ظفار في معرض حديثه عن سواحل عمان على أنه شيد قبل الإسلام، مما يقوي الاعتقاد بإنشاء هذه الحصون قبل الإسلام.
إلا أن فريقاً يرى أن البرتغاليين هم الذين شيدوا هذا الحصن بعد احتلالهم لعمان، في حين يذهب آخرون إلى أن الهرمزيين هم الذين شيدوه قبلهم، ذلك لأن صحار كانت ضمن مدن الساحل التي وقعت تحت سيطرتهم، وقد يكون في هذا الرأي شيء من الأثر الإسلامي من عهد الوارث بن كعب إلى عهد الهرمزيين. أما في ما يتعلق بالرأي الأول، فإنه يصعب الالتفات إليه، ذلك لأن صحار كانت تحت حكم أو سيطرة “محمد بن مهنا الهديفي البوسعيدي”،هذا يدل على أن الهدفان بانهم فخيذة من البوسعيدي
ومهنا الذي قاوم في هذا الحصن بالاشتراك مع النباهنة محاولة احتلاله من قبل الفرس.
وقد أدخلت عليه عدة تعديلات وإضافات من قبل العرب والبرتغاليين، ولعل تصميم الحصن كان الركيزة التي اعتمد عليها البرتغاليون في أبنيتهم الحربية في منطقة الخليج. ويعتبر البرج الشمالي الغربي الوحيد الذي يحتفظ بشكله الأصيل، كما أن الإمام ناصر بن مرشد اليعربي قد أدخل عليه عدة تعديلات عام 1024ه/1640م لم يشر إلى نوعها وموقعها، أما الإمام أحمد بن سعيد فقد أضاف إليه أبراجاً أخرى عام 1147ه/1640م، وجدده الوالي محمد بن أحمد بن هلال عام 1320ه.. كما تم تجديده في عهد السلطان سعيد بن تيمور عام 1958م، ورمم في عهد السلطان قابوس بن سعيد.
اسم المرجع : القلاع والحصون في سلطنة عمان ذاكرة تاريخ
وتم نشر هذا الموضوع في مجلة الخليج وفي جريدة عمان .